أبدى رئيس لجنة التضامن الاجتماعي في البرلمان المصري عبدالهادي القصبي، ارتياحا شديدا لنجاح مشهد الانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدا على أنّ البلاد في انتظار انطلاقة قوية وتحسّن على ملفات مختلفة خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وأوضح القصبي، خلال مقابلة له مع "لايف ستايل"، أنّ هناك استفادات ستعود على المواطن العادي مِن خلال زيادة مخصصات برامج الحماية الاجتماعية، وتدعيم بنود الصحة والتعليم في موازنة ستناقش قريبا في البرلمان.
وبسؤال القصبي عن رأيه في نِسب الإقبال، أجاب بأنها كانت مُبهرة مِن وجهة نظره، ليعترف بأنّ "الكثافات" تفاوتت بين مناطق شهدت إقبالا عاليا وأخرى لم تشهد الإقبال ذاته، لكنها في المجمل جاءت مشرفة، وحملت دلالات على تكاتف المصريين، وأنهم على دراسة كاملة بالظرف والسياق الاستثائي الذي تعيشه البلاد، وبالتالي لم يكتفوا بالمشاهدة وإنما شاركوا بفعالية.
وبسؤاله عن سبب تفاوت الإقبال وأن الحشود لم تظهر في كل المواقع، قال القصبي إن "أسباب ليست سياسية" هي السبب وراء ذلك، كالتزام عدد كبير مِن الموظفين والعاملين بتوقيتات أعمالهم، بالإضافة إلى الطقس السيء الذي ضرب البلاد في ثاني وثالث أيام الانتخابات، ووصلت الأمور إلى عواصف ترابية ورملية اقتلعت بعض المقرات الضخمة التي تم تخصيصها لفرز الأصوات، قبل أن يضيف: "ولكن في النهاية كان المشهد إيجابيا، ووصل من ورائه رسائل معينة إلى الخارج".
وبشأن الأهداف التي حققتها الانتخابات الرئاسية على المستوى الخارجي، أجاب القصبي بأن هناك دولا وقوى إقليمية كانت تنتظر بفارغ الصبر فشل تلك الاستحقاقات، كانوا يتمنون عزوفا كاملا ورفضا شعبيا للتجربة الانتخابية، ولكن العكس تماما هو ما حدث، وأن ذلك له آثار لا تقتصر على صور الحشود أو الأرقام في الصناديق، وإنما مزيد من تقدير العالم للقيادة المصرية، ومزيد من عرقلة المخططات للأطراف التي كانت تتربص بمصر شعبا وقيادة.
وبسؤاله عن رأيه في إقبال المرأة المصرية، تبادر فورا إلى ذهن القصبي أن هناك 90 سيدة ضمن تشكيلة مجلس النواب الحالي، وأكد أنها النسبة الأكبر على الإطلاق في تاريخ التمثيل البرلماني، وأن العام المنقضي أطلق عليه رئيس الجمهورية "عام المرأة"، قبل أن يصف السيدات بـ"أيقونة انتخابات 2018"، مشيرا إلى أنها بذلك سواء كان لها دور رسمي داخل مؤسسات الدولة أو أدوار أخرى خارج الإطار الرسمي، فإنها تتكفل بها على أكمل وجه.
واستطرد القصبي أن "سيدات البرلمان المصري" أكثر التكتلات انحيازا إلى القوانين الخاصة بالعدالة والحماية الاجتماعية، وأنهم يلاقون كل تقدير ومساعدة من الأعضاء الرجال، وأن الدور ذاته ممتد لسيدات مصر عموما وتحديدا في الانتخابات التي انتهت منذ أيام، قائلا: "المرأة الآن في مصر أصبحت نصف المجتمع المتكافئ، والذي انتزع ذلك دون منحة أو هبة من أحد".
خارج المشهد الانتخابي، وبالتطرق إلى ملامح الفترة المقبلة، سواء توقعه للأحوال الاجتماعية للبلاد، أو رأيه في موازنة جديدة على وشك الإقرار، أجاب القصبي بأن الفترة المقبلة ستشهد "انطلاقة" حقيقية على كل المستويات، وأن ذلك مرهون أيضا بمساعدة 100 مليون مصري لرئيس الجمهورية الذي لن يتمكن من حل كل المعضلات بمفرده، وإنما بمساعدة حقيقية من كل فرد في موقعه.
وتابع: "أما بشأن الموازنة الجديدة التي وصلت إلى البرلمان منذ ساعات قليلة، فيعنينا فيها برامج الحماية الاجتماعية، والتي بلغنا أن بند الأجور فيها زاد ليصل إلى 266 مليار جنيه، وأن الخطة الاسثمارية زادت بنحو 170 مليارا، وأن الإيرادات زادت بقرابة 22%"، موضحا أن هناك استفادات ستعود على المواطن العادي، من خلال زيادة مخصصات برامج الحماية الاجتماعية، وتدعيم بنود الصحة والتعليم ببرامج واقعية.