سنوات كثيرة مرّت ووالدتك، مدرستك الأولى تزوّدك بأهم قواعد اللياقة وحسن التصرّف، مرّة بالحيل ومرّة بقسوة ومرّات بالنصح والارشاد. ولكنّ النتيجة واحدة، وهي الارتباط الوثيق بين أهمّ ما ربّتك عليه والدتك وقواعد الاتيكيت الذهبية.
- اتيكيت الطعام: منذ نعومة أظافرك، وأمّك ترافقك على مائدة الطعام من ناحية استخدام الشوكة باليسار والسكين باليمين، وإغلاق فمك خلال المضغ، إضافةً الى ضرورة تنظيف يديك كلّما اتسختا وكم من مرّة طلبت اليك ألا تتحدّثي على مائدة الأكل وعدم التذمّر من أي وجبة موضوعة أمامك. وهذه كلّها في الواقع قواعد تشدد عليها الاتيكيت وتعتبرها من صلب اللياقة الاجتماعية التي تحدد صورة المرأة الأنيقة وتبلورها.
- التعامل مع الأكبر سناً: أتذكّر جيّداً محطات أساسية في حياتي في فترة طفولتي، حين كانت أمّي تصرّ بشكل ملفت على أن أعطي مقعدي لمن يكبرني سناً، خصوصاً للحوامل والمسنّات، ألا أتحدّث معهم كما اتحدّث مع اترابي وألا أستسهل مناداتهم بأسمائهم من دون الألقاب الاجتماعية، ويوم كبرت وأصبحت أكثر اطلاعاً على قواعد الاتيكيت وتعاليمهت اكتشفت الرابط الوثيق وشعرت بالارتياح كون هذه التعاليم أصبحت جزء من روتين حياتي لأني اعتدتها منذ سنّ مبكرة. لا شكّ أنّك عايشت هذه الحالات نفسها.
- النظافة الشخصية: لهذا الموضوع بالذات حيّز كبير في كتب الاتيكيت لا بل بنيت أطروحات حول النظافة الشخصية واللياقة الاجتماعية وتأثيرها على صورة الفرد بين المحيطين به. ومن جهة اخرى لا شكّ انّ: تتذكرين تدقيق والدتك حول هذا الموضوع خصوصاً لكونك فتاة. وهنا نشدّ على يد تعاليم والدتك ويهمّنا أن نلفت نظرك الى وقع الترتيب الشخصي على تعامل الآخرين معك وحكمهم عليك لأنّ التعامل مع الشكل يكشف الكثير عن الشخصية.
- التصرفات الرجالية: كم من مرّة انتفضت والدتك حين رفعت صوتك أو نبث بكلمات غير لائقة أو جلست برجلين مفتوحتين، مشددة عليك أنّ الفتاة لا يجب أن تقوم بهذه التصرّفات؟! افرحي لتعاليم والدتك هذه عزيزتي، لأنّ الاتيكيت تشدد على أن تبتعدي عن كلّ التصرفات الرجالية التي قد تسيء الى لياقتك كإمرأة.