عرفت البخور والعطور والطيب في السلطنة، منذ أمد غير قريب، فتفنن صانعوه فى صناعته فكان من أهمها ما يقتني، ومن أثمن ما يمكن بيعه، خاصة بعد ان ازدهرت صناعة البخور، وعرفت على مستوى الحضارات القديمة، والتي كان البخور ركيزة أساسية تقوم عليها معتقداتهم الدينية والمتوارثة.
ومما يدلل على اهتمام العمانيين، بصناعة البخور واقتنائه بصورة كبيرة قيام العديد من الاسر العمانية خاصة فيما مضى بصناعته، في المنازل لاستخدامه في المناسبات المختلفة خاصة تلك المتعلقة بالاعراس والأفراح المختلفة قبل أن تكون هذه الصناعة سلعة تباع في الأسواق داخل وخارج البلاد .
ورغم أن صناعة البخور والعطور دخلت عالم المنافسة خاصة مع الصناعة الاجنبية التي عملت على إغراق الأسواق بما تنتجه من عطور متباينة الجودة والاسعار إلا أن صناعة البخور والعطور المحلية بقيت حاضرة في أذهان وأذواق صانعيها، ومقتنيها بحكم ما تتمتع به من خصوصية وعلاقة بما تجود به أرض عمان من نباتات عطرية غاية في الجودة والروعة .
وتعد صناعة العطور والبخور بالطريقة التقليدية، إحدى سمات محافظات ومناطق السلطنة وخاصة محافظة ظفار منذ القدم نتيجة للدعم الذي تتلقاه هذه الصناعة ونتيجة لما تشكله للقائمين عليها، من مصدر دخل لكثير من الأسر خاصة، والتي عملت على تطويرها والارتقاء بها تحقيقًا لذائقة الكثير من الناس والمحبين لها .
وتلقى صناعة العطور والبخور رواجًا كبيرًا بين المواطنين والزوار حيث توءكد المصادر التاريخية بان ظفار عرفت تجارة البخور منذ العصر الحجري والعصر الحديث، حيث كان للبخور الظفاري، دورًا بارزًا في النشاط التجاري بين المناطق القديمة والحضارات المختلفة.