استعدادًا لأعياد الميلاد المسيحية، التي تحل الشهر المقبل، ينتج فنيون فلسطينيون، في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تحفا فنية، من أخشاب شجر الزيتون، لبيعها للحجاج المسيحيين، الذين يقدمون للاحتفال بالعيد في مسقط رأس النبي عيسى عليه السلام، ويسابق العاملون في مصنع "زخاريا" الذي يعد واحد من أكبر مصانع إنتاج التحف الفنية، الزمن لصناعة أكبر قدر ممكن منها، مع اقتراب موسم الأعياد، مع توقع ارتفاع أعداد الحجاج المسيحيين لهذا العام.
وتشتهر مدينة بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، بصناعة التحف التراثية والدينية، ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم، إلى مدينة بيت لحم، أواخر شهر ديسمبر/كانون أول، من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة المهد التي أقيمت فوق مغارة، يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت طفلها المسيح عيسى فيها.
ويحرص حجاج المدينة المقدسة، بحسب رمزي زخاريا، صاحب مشغل "زخاريا"، على اقتناء التحف المصنوعة من شجرة الزيتون، وقال "زخاريا" إن شجرة الزيتون مباركة لدي المسيحيين كما المسلمين، وقد ورد ذلك في الإنجيل والقرآن، ويضيف إن خشب شجرة الزيتون، يحتوي على مميزات، تجعل التحف المصنوعة منه، جميلة، ومحببة للمشترين.
ويشير إلى أن صناعة التحف الخشبية، يعود إلى القرن السادس عشر، مضيفا:" منذ مئات السنين، يجيئ أجددنا لشراء التحف الفنية".
وينتج مصنع "زخاريا" آلاف القطع، ويغلب عليها الطابع الديني المسيحي، وافتتح مصنع" زخاريا" عام 1958، بحسب مالكه، مشيرا إلى أنه بدأ في تعليم أولاده "صناعة التحف".
وتعود أصول العائلة إلى بلدة "عين كارم"، إلى الغرب من مدينة القدس المحتلة، ولجأت لمدينة بيت لحم في العام 1948، إثر "نكبة فلسطين"، والإعلان عن قيام دولة إسرائيل، والتي أسفرت عن تشريد مئات آلاف الفلسطينيين، وأوضح صاحب المصنع، أن عائلته كانت تملك مصنعا في "عين كارم" قبل النكبة.
ويعمل في مصنع "زخاريا" نحو 25 عاملا وفنيا، ينتجون تحفا متنوعة، يغلب عليها الطابع الديني المسيحي، ويمضي "رمزي زخاريا" وقته متنقلا بين ماكنات خاصة يعمل عليها الفنيون، لكن جهده الأكبر يذهب في ابتكار تصاميم جديدة، حسب قوله، وأضاف:" هناك رغبة كبيرة للحجاج بشراء منتجاتنا، ونسعى دوما لإنتاج قطعا مبتكرة جديدة".