الحياة اللبنانية الريفية

ارتبطت حرفة صناعة السلال بالحياة اللبنانية الريفية، وهي تحوّلت رفيقة الفلاح اللبناني في المواسم. وتقوم هذه الحرفة على قشّ منقوع في المياه حتى يلوي فلا يتقصّف، وعلى مهارة يدوية بِجدْل أوراق النخيل، وعقده تسع أوراق جدائل يكبرها الحرفي قدر ما يشاء، ثم يحوّلها إلى دائرة ويخيطها بتؤدة من القاعدة حتى الجوانب حتى تتّخذ الشكل المطلوب: سلّة أم قبّعة أم حقيبة للبحر.

يبدأ الحرفي أولًا في حياكة قعر السلة على شكل نجوم ثم يصنع الجدائل على الجوانب وأخيرًا يُنهي عمله بتثبيت المسكات.

تنتشر هذه الحرفة في : عمشيت، و زغرتا. وكواشرة قرية صغيرة في قضاء الهرمل، يتكلّم أهلها التركمانية والعربية. تنمو فيها نبتة تُقطَع وتحوَّل إلى خيوط تُصبغ وتُجفّف وتصبح مجموعة جدائل ملوّنة تُستخدم أيضًا لصناعة الصواني، ويستخدمها بعض الحرفيين في الهرمل لخياطة سجّــادة الصلاة. وتنتشر صناعة القصب أيضًا في زغرتا، الحلوة، كفريا، وصيدا، ومنه تُصنع سلال نقل الفواكه والخضَر.