اشتهرت جهات الجنوب التونسي، منذ عقود، بالصناعات التقليدية اليدوية المعروفة بها، كصناعة كل أنواع القُفف والمظلّات والمراوح والسلال المختلفة الأحجام، التّي تعتمد في صناعتها على مادة أولية أساسية هي "سعف" النخيل الذّي يتوفّر بكميات هائلة بالجهة بحكم توفّر المنطقة على واحات ممتدّة إلى أكثر من عشرات الكيلومترات، حيث يتولّى أصحاب الصناعة الحرفية توفير مادة سعف النخيل والعراجين والليف وهي المواد الأولية للصناعة، حيث يتولى الحرفيون بعد ذلك الانطلاق في صنع أنواع القفاف والمظلات والسلال وغيرها من المصنوعات المستخرجة من المادة المذكورة قبل أن يتم عرضها في الأسواق باعتبارها من المصنوعات والمنتجات المطلوبة لدى العائلات، ويتم تداولها بكثرة حيث يتم استعمالها للأغراض العائلية، لكن للأسف أصبحت اليوم هذه الصناعة التقليدية كغيرها من الكثير من الصناعات القديمة التّي باتت مهدّدة في وجودها نتيجة الإهمال من ناحية، ثم تراجع عدد الحرفيين المختّصين في هذا المجال الأمر الذي قد يكون إيذانًا بزوال هذه الحرفة رغم توافر المادة الأولية الأساسية لصناعتها.